قطعة صلصال
الاثنين, يوليو ٠٩, ٢٠٠٧
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان فيه ولد صغير كويس اوي ومؤدب و مجتهد في دراسته.. الولد ده في يوم من الايام عدا على محل العاب كبير جدا وانبهر بيه اوي وانطلق يجري فيه و يتفرج على الرفوف و الالعاب و كل حاجة معروضة..
وفضل كل يوم يروح المحل ده ويتفرج على كل حاجه فيه تاني و يعلب بالالعاب دي ويجرب اللي يعجبه منها.. وكان معظم اليوم بيقعده في المحل ده..
وفي يوم وهو بيعلب في المحل وصل لرف غريب شيوية.. كان اول مره يشوفه.. الرف كان فاضي او هو شافه كدة.. و كان عليه قطعة صلصال لونها ابيض وكانت في علبة شيك جدا ومتغلفه كويس اوي.. وهو انبهر بيها جدا ! المشكلة ان مكنش معاه فلوس.. فراح حاحطها في جيبه و مشي وهو مش حاطط في راسه كده انه سرقها..
اول ما واصل البيت راح وهو مبسوط جداااااا وكل اللي حوليه لاحظ السعاده في عينيه لانهم اول مره يشوفوه كده.. قفل عليه باب اوضته وطلع قطعه الصلصال من جيبه و فتح العلبه وطلعها و قعد يلعب بيها.. وهو في قمة السعادة.. وحافظ على السر ده لنفسه.. كل يوم كان يقفل باب اوضته و يطلع قطعة الصلصال و يلعب بيها..
ومرت ايام كتير جدا جدا جدا وهو مازال بيلعب بيها كل يوم و بنفس السعادة و مازال ماحافظ عليها كانه لسه شاريها جديدة.. لغاية ما يوم جيه و افتكر ان قطعة الصلصال دي هو سرقها من المحل.. وانه مدفعش حقها لصاحب المحل..
ساعتها بدء يضايق.. وبطل يلعب بيها زي الاول.. وكل يوم يضايق اكتر لدرجه ان اهله لاحظو كدة.. في الاخر وصل لقرار انه يروح يرجعها لصاحب المحل و يعتذرله
وفعلا طلع قطعة الصلصال و حطها في علبتها و راح للمحل و كلم صاحبها على انفراد و طلعله العلبة و حكاله القصة واعتذرله بشدة.. وبعدين سابه ومشي..
ومرت الايام تاني.. وكان كل يوم الولد ده بيحوش تمن الصلصال.. ومكنش قال لصاحب المحل انه حيحوش تمنها لانه خاف ميقدرش يحوشه و ميرجعلوش بعد ما يكون وعده بكده.. و فضل يحوش على قد ما يقدر فترة طويلة اوي..
لحد ما فيه يوم الولد راح لصاحب المحل و قلبه قرب يخرج من مكانه من الفرحة و ضربات القلب اللي هو خلاص يعني.. وراح دخل المحل زي ماكان بيعمل وهو صغير.. وعينه على الرف البعيد اللي عليه قطعة صلصاله.. لحد ما وصل ولقاها زي ما هي بالظبط.. ومحفوظه في علبتها و محدش لمسها.. فرح جدا و خدها و راح لصاحب المحل واداله تمنها و طار على البيت وقفل اوضته زي ما كان بيعمل وهو صغير وطلعها من جيبه و خرجها من علبتها وهو فرحان جدا كان ناقص يبوسها :d
وبدء يلعب بيها وهو لاول مره يستحقها.. فعلا حس بحاجه مختلفه وهو بيعلب بيها وهي بتعته كدة.. ورجع تاني في قمة السعادة زي زمان و اهله لاحظو برضه..
ومرت الايام.. وهو محافظ عليها و كل يوم بيعلب بيها بشكل هستيري لا يكل ولا يمل.. لكن دايما وهو بيلعب بيها و بيحاول يشكلها على اي شكل مكنتش بتثبت في ايده.. كل ما يدوس من ناحيه على قطعه الصلصال تنضغط من الحته اللي داس عليها لكن تذيد من الناحية المقابلة.. يدوس على الناحية اللي ذادت منها يلاقيه اتظبطت من الحته دي لكن باظت من الناحية الاولى..
بدء يضايق فعلا لانه مش عارف يكون الشكل اللي نفسه فيه و مش عارف ليه هو مش عارف يعملها..
مسكها تاني.. وداس عليها من اتجاه.. فذادت في الناحية التانية برضه.. وكان اضايق واتعصب اوي من الهدوء الشديد المحيط وهو مش عارف يعمله.. فلما ذادت في الاتجاه المقابل راح قاطع الجزء اللي ذاد.. وبعدين بدء يدوس في مكان تاني راح ذاد انضفط برضه و الاتجاه المقابل برضه ذاد راح قاطع الذيادة برضه..
المشكلة انه زمان لما كان بيسيب قطعه الصلصال كان المحيط الخارجي بس هو اللي بينشف شيويه لكن الباقي بيفضل سليم.. ولما يبدء يلعب بيها كان بيعجنها شيويه فترجع سليمة.. لكن لما بدء يقطع منها اتكونت اجزاء كتيرة وكل جزء منها كل المحيط الخارجي بتاعها يينشف مع الوقت.. فكان بيكون صعب يرجعها زي الاول
فوقف عشان يحافظ عليها.. وسابها زي ما هي.. وكان يقعد يبص عليها وهو مش عارف يعمل ايه.. جرب مليون طريقة عشان يعملها ومش عايزه تتظبط.. فهو سابها زي ماهي لكن مرجعش يلعب بيها كتير زي زمان.. وكل ما يمر الوقت اكبر كل ما يقل لعبه بيها اكتر.. ونسي انها بتنشف ولازم يعجنها كل شيويه عشان يحافظ عليها..
ففيه يوم وهو بيتفرج على البوم الصور بتاعه شاف صوره وهو صغير و قعد يستعيد ذكريات كتير جدا.. منها لما كان بيروح المحل ويجري فيه ويلعب باللعب و قطعة الصلصال وكل حاجة.. راح قفل الالبوم و قام طلع قطعة الصلصال.. لقاها نشفت جدا لانه بطل يعجنها تقريبا..
اضايق جدا جدا.. ومعرفش يعمل ايه لاول مره في حياته.. حاول يلعب بيها زي الاول.. لقاها بتتشقق منه.. ولو سابها حتنشف اكتر واكتر.. عمل حاجات كتير اوي لكن كل مره كانت المحصلة ان الصلصال بتبوظ اكتر.. وهو يضايق اكتر واكتر..
لحد ما لقاها شبه باظت تماما منه.. فقرر يعجنها كلها على امل ان يكون جواها سليم لسه..
عجنها بحرص شديد.. اتقطعت منه نصين..
لكن لقاها من جوها فيه صلصال سليم.. فرح جدا.. وقال انها ممكن ترجع زي زمان.. واستمر بحماس شديد جدا يعجنها.. لحد ما وصلها اخيرا انها تكون من بره سليمه تقريبا.. كانت الفرحه مش سايعاه بجد..
لكن طبعا كانت نشفت عن الاول بمراحل ومش طرية زي الاول.. وده صعب جدا انه يقدر يلعب بيها او انه يشكلها او اي حاجة.. وكل ما يعدي وقت كل ما المشكلة تذيد..
فضل مضايق جدا.. ومش عارف يعمل ايه تاني.. واثناء ماهو بيتمشى مره.. اكتشف انه سابها عن صاحب المحل فتره اكبر من الفترة اللي قعد بيلعب بيها.. ومع ذلك لما خدها من صاحب المحل في المره التانية كانت سليمه و جديدة ومفهاش اي حاجه لكن لما لعب بيها اتشققت و بتبوظ منه..
في النهاية.. قرر يرجعها ويسيبها لصاحب المحل.
ملحوظة.. دي مش قصة.. ولا ليها اي طابع قصصي.. ولا اعرف ازاي اكتب قصة اصلا ومش بحاول يعني اكتب قصة لانها مش قصة اصلا..
